الثلاثاء، 3 فبراير 2015

الشهادة العالمية الفكرة والنشأة


(الشهادة العالمية الفكرة والنشأة):
"لقد اهتم ديننا الحنيف بتربية العلماء اهتماماً كبيراً وجعل طلب العلم فريضة على كل مسلم، بذلك فإن المسلمين مطالبون بتوفير العلم النافع لأبناء الأمة الإسلامية، وفتح آفاقه أمامهم لإنشاء المؤسسات التعليمية وبناء مناهجها على هدى من الله ورسوله، وإعداد المعلم المسلم والموجه التربوي المسلم وغير ذلك من مستلزمات التربية والتعليم الإسلامية" (يوسف الخليفة،2004م: 3) هكذا بدأ الدكتور/ عبدالله التريكي رئيس جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مقدمة دليل اتحاد الشهادة العالمية للمدارس العربية الإسلامية في العالم والذي أنشئ بغرض تحقيق نهضة تعليمية كاملة في تلك المدارس ويسهم في حل مشكلاتها وتوجيهها الوجهة الإسلامية.
فكرة اتحاد الشهادة العالمية سعودياً المنشأ حيث رعت جامعة الإمام محمد بن سعود المشروع وبدأ التأسيس بدعوة المؤسسات والجامعات للمشاركة في تكوين الاتحاد، ومن الداعمين الأساسيين رابطة العالم الإسلامي، والرئاسة العامة لإدارة البحوث والإفتاء السعودية، إلى جانب مساهم كل من جامعة الأزهر ، وجامعة الزيتونة، والجامعات السودانية، ووزارة التربية والتعليم السودانية، (يوسف الخليفة،2004م: 5).
كانت رؤية المؤسسين لهذا الاتحاد عالمية الشهادة الثانوية، وأن يكون السودان مقراً لها لقارة إفريقيا، وتكون باكستان مقراً لها لجنوب شرق آسيا.
في عام 1986م كون مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية في مؤتمره السادس عشر بالمغرب مجلس امتحانات الشهادة الثانوية، وترأس إدارته في ذاك الوقت سمو الأمير محمد الفيصل، وعين البروفيسور/ يوسف الخليفة أبوبكر أمينا عاماً للمجلس من السودان ومساعديه كل من الدكتور توفيق الشاوي من مصر، والأستاذ/ عبد الرحمن العبيد رئيس لجنة القبول بجامعة الخرطوم سابقاً، والأستاذ/ حسن سر الختم من القيادات التربوية بوزارة التربية والتعليم السودانية، أنشئ مكتب امتحانات المدارس العربية الإسلامية وعين له مسئولاً انتدب من جامعة أم القرى. لم يتمكن المجلس من انجاز مهامه بالصورة لظروف كثيرة كان آخرها حرب الخليج.
في عام 1996م زار مسئول كتب امتحانات المدارس العربية الإسلامية للسودان والتقى بالبروفيسور يوسف الخليفة الأمين العام لمجلس امتحانات الشهادة الثانوية وفي محاولته لإحياء المشروع القديم اقترح بأن يؤل مشروع الشهادة إلى جامعة إفريقيا العالمية والتي كانت حديثة التكوين، وأن تكون مركزاً للشهادة العالمية في إفريقيا،  وأن تكون جامعة العلامة إقبال في إسلام أباد بباكستان مركزاً لجنوب شرق آسيا، ذكر (يوسف الخليفة، 2006م): "في زيارة للأمير محمد الفيصل للسودان مع مدير أعماله في السودان الأستاذ / على عبد الله يعقوب وبناء على توجيه الأمير للأستاذ / على عبد الله  ولشخصي بأن نذهب إلى جامعة إفريقيا العالمية للاتفاق مع إدارة الجامعة على أيلول المشروع للجامعة، وقعت اتفاقية مع مدير الجامعة بأن تتبنى الجامعة هذا المشروع على أن تواصل في تنفيذ الأهداف التي وضعت له، واستلام المبنى الذي كان يدار منه المشروع بالسودان.
تولي كل من البروفيسور/ أحمد عمر عبيدالله، والدكتور/ عبدالعزيز سعد عمر العمل في إعداد شهادة على نظام التعليم عن بعد مستفيدين من التجارب الإنسانية في هذا المجال مثل شهادة (أكسفورد وشهادة لندن والبكالوريا العالمية) وغيرها من الشهادات، حيث تم انجاز مفردات المناهج.
في عام 1999م قررت إدارة جامعة إفريقيا في فترة تولي البروفيسور/ عمر السماني إدارة الجامعة المضي قدماً في إخراج المشروع إلى أرض الواقع فقامت بإجراء ترتيبات إدارية قضت بتولي الدكتور/ كمال محمد عبيد عمادة المركز الإسلامي الذي انطلقت منه إدارة مشروع الشهادة الثانوية العالمية.
في الفترة من عام 2000م إلى عام 2002م تمكن المركز الإسلامي عبر فريق توافرت لديه القدرة والكفاءة والهمة العالية والإيمان برسالة المشروع من تأسيس بنياته الأساسية من النظم واللوائح، ومجلس الشهادة، والأمانة العامة، وانطلقت حركت التأليف للكتب بعد أن أجيز المنهج ومفرداته من مؤسسات الجامعة، وبعد أن نال اعتراف وزارة التربية والتعليم السودانية، أُنتجت تسعة كتب دفعةً واحدة في العام 2001م، ثم لحقت بها أربعة كتب في العام 2002م، تم الاتصال بالمؤسسات والأشخاص في كثير من الدول الإفريقية بغرض إنشاء المراكز.
في يناير 2003م انطلق المشروع بعقد أو امتحان له في مركزين بكل من الخرطوم (جامعة إفريقيا)، وأنجمينا عاصمة تشاد بعدد (10) طلاب فقط، هذا النور الذي غيض الله له أن يخرج من جامعة إفريقيا انتشر متوسعاً على هدى وبصيرة وصفاء نية ليعم أكثر من (14) دولة إفريقية لأكثر من (35) جنسية.
ثانياً: الفئات التي استهدفتها الشهادة العالمية:
إن جامعة إفريقيا العالمية في بذرتها الأولى المركز الإسلامي انطلقت عن حاجة أكدتها قوافل الوافدين للسودان بغرض تحصيل العلم الشرعي، فكان شغف المجتمعات الإفريقية المسلمة لتعليم أبنائها علوم الدين الإسلامي أن أوفدت إلى السودان طلاب علم منهم الحافظ لكتاب الله (الحفظة) أو جاء لهذا الهدف، ومنهم من تلقى العلم الشرعي على مشايخ في بلده (طلاب الحلقات) ووفد للاستزادة على أيدي علماء ذاع صيتهم في ذاك الزمان، أدى المركز الإسلامي رسالته على الوجه الأكمل في فترة دامت حوالي (25) عاماً انتهت مرحلته في عام 1996م، ومشروع الشهادة العالمية ينطلق من نفس أهداف المركز الإسلامي مواصلة للمشوار مستهدفاً نفس الفئات.
خلفية عن تركيبة المجتمعات المنتجة للمستهدفين:
كان الاهتمام بالتعليم الإسلامي في إفريقيا قديم قدم الإسلام فيها، إذا كان من شأن المسلمين الاعتناء بتعليم اللغة العربية والدين الإسلامي للبلاد المفتوحة، أو التي يدخل أهلها طوعا في الإسلام.
وقد زار الرحالة المشهور ابن بطوطة مملكة مالي عام (752هـ/ 1352م) وكتب عنها. ومما نقل عنه قوله: (لقد عجبت بشدة عنايتهم بحفظ القرآن، وهم يجعلون لأولادهم القيود إذا ظهر في حقهم التقصير في حفظه، فلا تفك عنهم حتى يحفظوه، ولقد دخلت على القاضي يوم العيد وأولاده مقيدون. فقلت: ألا تسرحهم فقال: لا أفعل حتى يحفظون القرآن)، (رابط الموضوع: http://www.alukah.net/world_muslims/0/60828/#ixzz3LuJ9kiJf).
وأنتشر التعليم الإسلامي في نمطين سادا معظم المجتمعات المسلمة في إفريقيا جنوب الصحراء وهما، (داود إيليغا، 2006م):
1)   نمط (الكتاتيب): وهي المدارس القرآنية للأطفال والصّغار وهي أوّل أنماط التّعليم وأشهرها.
2) نمط (الحلقات): هي معاهد علمية للشباب والكهول والشّيوخ الكبار. ويقوم فيها معلّمون متخصصون يقومون بتدريس مختلف المواد. وللطّلاب حرية اختيار المواد، وحرية اختيار العلم.
قال المستشرق الإنجليزي تريمينجهام (Trimingham) في كتابه: "تاريخ الإسلام في غرب إفريقيا": "إن من أبرز خصائص انتشار الإسلام وثقافته في غرب إفريقيا والعالم أجمع هي التعليم المسجدي أو التعليم في المساجد، وذلك في الخطوات الأولى التي يقوم بها أنصار الدعوة الإسلامية، وهذا النوع من التعليم اتبعه سكان كانم منذ اعتناقهم لهذا الدين"(العباسي)، (رابط الموضوع: http://www.alukah.net/world_muslims/0/60828/#ixzz3LuIvzAy5).


المدارس العربية والإسلامية:
وهي مدارس تعنى بتعليم اللغة العربية والعلوم الشرعية، وقد تضيف بعض المقررات اليسيرة، وبخاصة في اللغة الإنجليزية أو الفرنسية حسب اللغة السائدة في الدولة. لقد نشأ هذا التعليم على يد عدد ممن يلمس منهم الغيرة والصدق والرغبة في إفادة المسلمين، إلا أنهم لم يكونوا يملكون الرؤية الواضحة والفلسفة المحددة لهذا العمل. يقول الأستاذ أبو بكر فوفانا:"لم يكن مؤسسو هذه المدارس على مستوى فهم المشاكل التربوية التي كانت تواجه المسلمين في تلك الفترة الانتقالية بين نظام الحكم الاستعماري ونظام الحكم الوطني، إضافة إلى جهلهم عن واقع بلادهم واتجاهاته السياسية والثقافة السائدة فيها". ((بامبا) رابط الموضوع:  http://www.alukah.net/world_muslims/0/60828/#ixzz3LuI0r9BO).
الجوانب المضيئة في التعليم الإسلامي في إفريقيا:
1) نشر اللغة العربية.
2) نشر العلوم الشرعية.
3) الحفاظ على الهوية الإسلامية.
4) إعداد طائفة من أبناء المسلمين للدراسات الشرعية.
5) سعة الانتشار: لقد حقق التعليم الإسلامي رغم ضعف إمكاناته وقدراته انتشاراً هائلاً في مجتمعات المسلمين الأفارقة.
وتتمثل أبرز مشكلات التعليم الإسلامي في إفريقيا فيما يلي:
1) قلة الجهات التي تتيح لهم مواصلة التعليم، فمعظم جامعات الدول الأفريقية لا تقبل هؤلاء الخريجين، وليس أمام معظم الخريجين إلا الانتظار على أمل أن تتاح لأحدهم منحة دراسية في إحدى الدول العربية، وهذه المنح لا تستوعب إلا النزر اليسير من هؤلاء الخريجين.
2) قلة فرص العمل المتاحة أمامهم فمعظم الوظائف المتاحة في المؤسسات والشركات تتطلب إتقان اللغة الفرنسية أو الإنجليزية، كما تتطلب إتقان مهارات وقدرات لا توجد في الغالب لدى هؤلاء، ومن هنا يتجه هؤلاء للعمل في المدارس الإسلامية برواتب ضئيلة، أو يعملون في أعمال حرفية يتساوون فيها مع الأميين، بل ربما فاقهم الأميون في ذلك لطول خبرتهم في هذه الأعمال.
وقد واجه التعليم الإسلامي في إفريقيا معاناة مع السلطات الرسمية في البلاد الأفريقية، وبالأخص في فترات الاستعمار الذي لم تتخلص منه تلك الدول إلا منذ عقود قليلة.
لقد اصطبغ التعليم في إفريقيا بصبغة تغريبية تسعى لطمس هوية الأفارقة وتحويلهم إلى إنجليز أو فرنسيين، ويسجل أحد الرؤساء الأفارقة -وهو الرئيس أحمد سيكوتوري-هذه الشهادة بقوله: "كان التعليم الذي قدم لنا يسعى أساسا لاستيعابنا والقضاء على شخصيتنا، وصبغنا بالصبغة الغربية.. ذلك التعليم قدم لنا حضارتنا وثقافتنا ومفاهيمنا الاجتماعية والفلسفية باعتبارها مظاهر لحياة همجية وبدائية لا تعي كثيراً، وذلك لكي يخلقوا فينا كثيراً من العقد التي تؤدي بنا إلى أن نصبح فرنسيين أكثر من الفرنسيين" (عويس)، (رابط الموضوع:  http://www.alukah.net/world_muslims/0/60828/#ixzz3LuI0r9BO).
لذلك كان من أهداف هذا المشروع عند أصحاب فكرته هو أصلاح مناهج التعليم العام في إفريقيا، تقدراً منهم أنه إذا نجحت الفكرة وصلح منهج الشهادة الثانوية في إفريقيا يمكن من  خلاله أن تتطور مناهج مرحلة التعليم الثانوي وبالتالي يشمل الإصلاح مناهج المستويات الدنيا من التعليم.



موقع الشهادة العالمية على الموقع الإلكتروني لجامعة إفريقيا العالمية

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق